15‏/05‏/2016

ثرثرة من الأعلى، على حافةِ كوبِ قهوة! COFFEE





أن أستيقظَ صباحًا دونَ إفطارٍ وأنطلقَ للكليّة نحوَ المحاضرة على عجلٍ تصحبني معي قهوتي..
 أن أدخل المحاضرةَ بعدَ طرقِ الباب بضعَ طرقاتٍ منتظمة فيؤذن لي..
ثمّ أبحثُ عن كرسيّ يحتويني وإيّاها من الوقوف..
هكذا هي صباحاتي مميّزة بالقهوةِ دومًا !




لقد جرتِ العادة على أن لا أشربَهَا على مهلٍ، وأن تبقى هذه كأمنيةٍ يبدو أنّها ستتحق قريبًا..
وأن أمحي تلكَ الصورةَ الخيالية وذلك المشهد اللامع الذي لن نراهُ سوى بالأفلام:
" كوب قهوة و جريدة و أصيصِ أزهار على طاولةٍ في شرفةٍ تُطلّ على العوالم"
لم أستطع سوى الاستمتاع بالسرعة في إنهائها.. والاستمتاع في القرار المُتَّخَذ!




رائحتها السحرُ الذي يختطفُ الأنوفَ، ويصيبُ الرأسَ بطَلقَةٍ من الإدمانِ الغريب،
ولونها الجميلُ الفتّان الذي يكادُ أن يسودَ كلّ الألوان .. زينةً للناظرين،
والفقاعاتُ الصغيرةُ العابثةُ على سطحها..تنفَجِرُ وكأنّها قنابل موقوتة عبثًا لم تستطع إيقاف توقيتها..
رغمَ أنّها تعرفُ أنّ البقاء إنما هو للأقوى!
وأيّ رغوةٍ هي تيك؟ رغوة متدفقة بيضاءَ كزبد البحر ..
لم تستطع منعَ نفسها من لمسِ أنوف المُحتَسينَ، وكأنّها تَبْتَدِؤُنَا بالسّلام!




ولقد عشَقَ قلبي القهوةَ صديقةَ الوقتِ كما قيل..
فهي ليست إلا قصةَ حبٍ ناجحٍ من طرفينٍ اثنين، مولودةٌ قد أبصرتِ النّورَ..
هيَ حبيبةُ من لا حبيبَ له، وهي صديقةُ من ليسَ له صديقَ،
فنحنُ -في النهاية- لم نكن سوى وجهين لعملةٍ واحدة، أو هكذا بدونا!
أهوى رؤيةَ عُلبِ القهوةِ وتجربتَها بأنواعها..
و أحبُّ الاحتفاظ بأكوابِها، والاستمرارَ في شراءِها..
ومشاركةَ النّاس إيّاها، فكأنني في سباقٍ معَ نفسي والزمن،
ندورُ جميعًا في حلقةٍ مفرغة!



ولكن الأجمل من كلّ هذا ، أتعلمون أين؟
أن يدورَ معكَ في الحلقة المفرغة قهوةٌ وصديق..
يحضرُ الصديقُ القهوةَ اليومَ لأشربَها، وأحضرها غدًا فيَشرَبَ الصديقُ !



هي ثرثرة كما أسلفت في العنوان..
خطرَ ببالي العنوان بعدَ قراءةِ السطور، شعرت وكأنني عملاق يراقب كوب القهوة القزم من حافة الكوب، ماذا رأى؟
هذه الصور كلّها تمّ التقاطها في الجامعة، أضفت لها الكتابة والتأثيرات بالفوتوشوب..

.
.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قالَ-تعالى- : (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)